أثر مهارة الاستماع في إنتاج الكلام لدى الناطقين بغير العربية

الملخص

            يسعى هذا البحث إلى مناقشة أثر مهارة الاستماع وأهميتها في تعليم اللغة العربية لدى الناطقين بغيرها، ومن ثمّ القدرة على إنتاج كلمات صحيحة؛ إذ يمثّل الاستماع المهارة الأولى في تعلّم اللغة واكتسابها، وبصورة عامّة لا يمكن لمتكلّم أن ينتج كلمة أو كلامًا إلا بعد أن يكون قد استمع لمفردات لغويّة من تلك اللغة مرات ومرات، ثمّ يبدأ بعد عمليات الاستماع بمحاكاتها ونطقها واستعمالها وفقا وحاجته ورغبته وفكره على وفق نظام اللغة العام. ولا بدّ من ضبط عمليّة الاستماع بصورة مثالية وخاصّة لمن يشتغل بتعليم اللغة على وفق أسس وضوابط يراها فاعلة؛ لتكون عملية الاكتساب مثمرة بصورة تقدّميّة في كلّ مرحلة. وسيركّز البحث على أهميّة الاستماع إلى أصوات الحروف العربيّة بصورة عامّة؛ إذ يمثّل الحرف وحدة صغرى لبناء الكلمة، ولا بدّ لهذه الوحدة أن تكون سليمة في بنائها كي تكون الكلمة صحيحة في معناها بعدئذ، فإذا امتلك المتعلم مهارة ضبط الحرف ونطقه وفقا ومخرجه وصفاته استطاع أن ينتج كلمات صحيحة في مبانيها. وبصفة خاصّة سيناقش البحث أصوات الحروف الحلقيّة؛ إذ هي التي يعتريها التّغيير والتّسهيل وعدم تحقيق مخرجها الطبيعي، وهي الأصعب في نطقها واستخدامها لدى الناطقين بغير العربية في حدود علمنا.