تدخل المتلقي القديم في إعادة صياغة النص الشعري
Keywords:
المتلقي, أفق التلقي, إعادة الصياغةAbstract
اهتمت هذه الدراسة بدور المتلقي القديم في العملية الإبداعية الأدبية الشعرية تحديدًا، لا بوصفه ناقدًا مشاركًا بإنتاج دلالات النصوص وفق توجهات نظرية التلقي ورؤيتها إليه فحسب، بل بوصفه يمارس دورًا أكثر من هذا، يتمثل في قيامه بدور المبدع (الشاعر) في إنتاج النص الإبداعي الشعري، إذ كان المتلقي القديم يقوم بهذا الدور قصدًا حينًا وعن غير قصد حينًا آخر، إذ إن وسيلة حفظ النص ونقله المتمثلة في المشافهة والرواية والنقل من راوٍ إلى آخر يؤدي إلى اللبس أحيانًا وعدم التحقق من السماع، فيضع المتلقي ألفاظًا يتوهم أنه سمعها، وأحيانًا أخرى ينسى ما سمع فيضطر إلى وضع بدل ما نسيه، فضلًا عن ذلك فقد كان المتلقي يتدخل عن قصد في إعادة صياغة النص الشعري حتى يلائم أفق توقعه ويتجاوز ما قد ورد في النص مما يمثل خرقًا لأفق التوقع، فكان يتدخل إذا وجد تجاوزًا للمعتقد الديني أو خرقًا وعدم تناسب مع الواقع المألوف في بيئة العرب وعاداتها الاجتماعية والأخلاقية، وقد يأتي التدخل لسوء التركيب اللغوي الذي يؤدي إلى لبس أو غموض في الدلالة، وقد يأتي تدخل المتلقي في إعادة صياغة النص الشعري ليلائم المقام الذي قيل فيه، إذا وجد أن فيه عدم تناسب مع المقام الذي قيل فيه، وقد يأتي للعكس أيضًا، وهو حين يرى(المتلقي) أن المقام الذي قيل فيه النص غير مناسب، وسيكون أجمل وأبلغ أن هو قيل في مقام آخر غير المقام الفعلي الذي ألقي فيه، أي أن تدخل المتلقي قد عدل النص(المقال) ليلائم المقام، وعدل المقام ليلائم النص(المقال).